مغاربة العالم – باريس
أعلن صلاح الدين المنوزي، العضو في المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ترشحه رسمياً لمنصب الكاتب الأول للحزب في خطوة تُعتبر تحديًا للمشهد القيادي القائم ونداءً صريحاً لإجراء “تجديد جاد” وضخ “دماء جديدة”.
جاء الإعلان عبر بيان سياسي مفصل، وصف فيه المنوزي قرار ترشيحه بأنه نابع من “التزام سياسي وأخلاقي” وليس طموحاً شخصياً، مؤكداً أن المرحلة الراهنة “تفرض تجديدًا جادًا، ودماءً جديدة، ونهجًا ديمقراطيًا يعيد للحزب مكانته الطبيعية”.
أسس الترشيح: قطيعة مع الماضي واستشراف للمستقبل
حدد المنوزي في بيانه أربعة مرتكزات أساسية لبرنامجه الانتخابي، تتمثل في:
1. التجديد الديمقراطي والتنظيمي: دعا إلى ضمان “انتقال سلس وسليم” نحو قيادة جماعية تؤمن بالمؤسسات وتتفاعل مع القواعد الحزبية، مع إعادة الحياة لأجهزة الحزب “من الفروع إلى المكتب السياسي” وبانسجام مع مبادئ الأممية الاشتراكية.
2. ترسيخ الديمقراطية الداخلية: اعتبرها المدخل الأساسي لأي مشروعية سياسية، مشدداً على ضرورة رد الاعتبار “لنبل الانتماء الحزبي” والحرص على استقلالية القرار الحزبي، مع التمسك بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان كمرتكزات تاريخية.
3. القطع مع ثقافة الزعامة والممارسات الانغلاقية: في واحدة من أبرز نقاط البيان، دعا المنوزي صراحة إلى “القطع مع ثقافة الزعامة الفردية”، والعمل على استعادة روح العمل الجماعي والتشاور والشفافية، مع “نبذ كل مظاهر الريع والسلوكات الانتهازية النفعية”.
4. بناء تصور حزبي حداثي ومتجدد: طالب ببناء رؤية منفتحة على كفاءات الحزب داخل المغرب وخارجه، والاستماع إلى “نبض المجتمع المتحول”، مع الحفاظ على المرجعيات التقدمية والالتزام باستقلالية المنظمات النقابية والجماهيرية.
استعادة البريق التاريخي وربط الجسور مع الأجيال الجديدة
عبّر المنوزي عن طموحه بأن يستعيد الحزب “بريقه التاريخي”، ليس كـ “حزب للماضي”، بل كـ “قوة تقدمية مستقبلية” قادرة على التعبير عن تطلعات الأجيال الجديدة وخوض معركة “الكرامة والديمقراطية بوعي جماعي”.
كما وجه نداءً إلى جميع أطياف “العائلة الاتحادية”، قدامى وجدد، لدعم مسعاه وجعل المؤتمر القادم “فرصة للبعث، لا للتراجع. للتجديد، لا للتكرار. للوحدة، لا للتفرقة”.
يذكر أن صلاح الدين المنوزي يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون بباريس، ويعمل مديراً لمركز للتكوين المهني، مما يضفي على ترشيحه بُعداً يجمع بين الخبرة الأكاديمية والعمل الميداني.