تزامناً مع احتفالات إسبانيا بعيدها القومي في الثاني عشر من أكتوبر، احتشدت شوارع مدريد لاستقبال العرض العسكري السنوي وسط أجواء لم تخلُ من التوتر، حيث طفت على السطح خلافات عميقة تتعلق بسياسات البلاد الدفاعية، متحديةً الروح الاحتفالية التي طالما ميزت هذا اليوم.
اجتذبت الفعالية مشاركة مكثفة من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين في الدولة، غير أن الضجيج السياسي حول زيادة الإنفاق العسكري حجب بريق الاستعراض التقليدي. وقد تصدر هذا الجدل المشهد مع تزايد الضغوط الدولية على إسبانيا لرفع ميزانيتها الدفاعية إلى 2% من الناتج المحلي، في خطوة علق عليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهديدات صريحة بسحب عضوية البلاد من حلف الناتو.
على الرغم من الضخامة التي تميز بها العرض، والتي تجلت في مشاركة 3800 عسكري و120 آلية عسكرية وأكثر من 70 طائرة حربية، فإن المشهد لم يخلُ من المظاهرات المعارضة لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز. كما أضافت قرارات إسبانيا الداعمة لحظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل مزيداً من الاحتقان إلى السجال الدائر، مما فتح الباب أمام مواجهات كلامية حادة في أروقة البرلمان.
ولم يكن غياب زعيم حزب “فوكس” اليميني، سانتياجو أباسكال، عن الحضور سوى دليل إضافي على حدة الانقسامات التي تشهدها الساحة السياسية الإسبانية. وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن حزمة دعم لقطاعات الطيران والدفاع، فإنها لا تزال تحت نير الضغوط المتصاعدة من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية درجة غير مسبوقة من التوتر.