المغرب ضيف شرف في معرض الكتاب في بنما

12 August 2025 - 18:16

في الجزائر، بلغت حملات التضليل ذروتها، إذ قامت وسائل الإعلام الجزائرية خلال الأيام الأخيرة بنشر أخبار كاذبة بشأن مشاركة المغرب في المعرض الدولي للكتاب في بنما، مدعية أن المملكة قد تم استبعادها لأسباب سياسية مرتبطة بقضية الصحراء. لكن الحقيقة مغايرة تمامًا.

على مدى ما يقارب أسبوعًا كاملًا، شنت وسائل الإعلام الجزائرية حملة دعائية ضد مشاركة المغرب في المعرض الدولي للكتاب في بنما، المنعقد من 11 إلى 17 غشت 2025. فقد عنونت الإذاعة الرسمية الجزائرية مقالًا بـ”معرض الكتاب في بنما: رفض مشاركة المغرب تضامنًا مع الشعب الصحراوي”، فيما نشر موقع “أوراس” مقالًا بعنوان “استبعاد المغرب من المعرض الدولي للكتاب بسبب الصحراء الغربية”. وبالمثل، عنون موقع “الأيام” مقاله بـ”دعمًا للصحراء الغربية، بنما تستبعد المغرب من المعرض الدولي للكتاب”. أما صحيفة “المساء” الجزائرية فقد تحدثت عن “انتكاسة دبلوماسية” للمملكة.

وقد دعمت هذه الحملةَ تصريحاتُ “الجمعية البنامية للتضامن مع القضية الصحراوية”، التي انتقدت مشاركة المغرب في المعرض. واعتبرت المنظمة هذه المشاركة “إهانة لمبادئ العدالة” و”اعتداء على ذاكرة الشعوب التي تكافح من أجل الحرية”.

كما وصفت الجمعية مشاركة المغرب بأنها “غير مقبولة”، بحجة أنها “تفرغ المعرض من روحه التي ينبغي أن تُكرَّس للتنوع والحوار واحترام الحقيقة التاريخية”.

حملة بلا أثر وبنما أقرب إلى المغرب

هذه المزاعم لم تجد أي صدى على أرض الواقع. فقد افتتح المعرض أبوابه يوم الاثنين في مركز مؤتمرات أطلابا في مدينة بنما، تحت شعار “نسج الحوارات”، مع مشاركة المغرب كضيف شرف، وهو ما ينسف الرواية الزائفة التي روجتها وسائل الإعلام الجزائرية.

وقالت أوريت بيتش، رئيسة “غرفة كتاب بنما” المنظمة للحدث، إن هذه الدورة تُمدَّد لأول مرة على مدار أسبوع كامل، بهدف تجاوز عدد زوار العام الماضي، أي أكثر من 104 آلاف شخص. ومن جهته، أعلن وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية أن جناح المغرب سيستضيف عروضًا ثقافية ولقاءات فكرية وفنية لتسليط الضوء على الثقافة والمظاهر الحضارية للمملكة، بالإضافة إلى ندوات مشتركة مع بنما.

الصحراء: مقترح الحكم الذاتي “الأساس الوحيد” للحل بالنسبة لبنما

إن مشاركة المغرب كضيف شرف في هذا المعرض الدولي لا تقتصر على الجوانب الثقافية، بل تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية مهمة، إذ تأتي في سياق تغيّر كبير في موقف بنما من قضية الصحراء.

فالدولة اللاتينية انتقلت من الاعتراف بجبهة البوليساريو إلى سحب اعترافها رسميًا، ثم إعلان دعمها لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وقد جاء هذا التحول منذ تولي الرئيس خوسيه راؤول مولينو كوينتيرو السلطة في يوليوز 2024، موجِّهًا ضربة قوية للبوليساريو وحلفائه.

وفي نونبر 2024، أعلن وزارة الشؤون الخارجية البنامية أن “تماشيًا مع القانون الدولي، قررت حكومة بنما، ابتداءً من اليوم، تعليق العلاقات الدبلوماسية” مع ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”. وقبل أيام فقط، أكد وزير الخارجية البنامي، خافيير إدواردو مارتينيث-أتشا فاسكيز، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء.

تجدر الإشارة إلى أن بنما كانت أول دولة في القارة الأمريكية تقيم علاقات دبلوماسية مع الجبهة الانفصالية عام 1978، والتي كانت قد افتتحت سفارة لها في مدينة بنما سنة 2016.

شارك المقال

شارك برأيك

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *